رواية احد القلائل الناجين من حادث قرية الروضه
كنت اتوضأ بالمسجد حينما انطلقت اصوات الرصاص وصاح احد المصلين "ابو ذقون هجموا" كانت هذه بداية رواية احد القلائل الناجين من حادث مسجد الروضة ، والذي روي ما حدث قائلا :
البدايه وانا اتوضأ في مكان الوضوء والحمامات التي تقع خلف المسجد وتفصله عن المسجد طرقه صغيره ، فجأه سمعت اصوات الرصاص تنطلق بشكل كثيف ، لم ادرك الامر لأول وهله وبدأت اقنع نفسي بأنها ربما طلقات امنيه تحذيريه او ماشابه كل هذا في اقل من ثانيه لم تمر حتي صاح احد الاهالي "ابو ذقون هجموا" .. بعض المتوضئين حاولوا الخروج امامى من قاعة الوضوء و الحمامات عن طريق الطرقة التي تفصل الحمامات عن المسجد واذا بوابل من الرصاص ينهال عليهم ، كل هذا بسرعه وسط ذهول مما يحدث ، عدت مسرعا الي داخل الحمام وانا اكاد الفظ انفاسي وحاولت القفز بسرعه من شباك الحمام خارج المسجد وما ان وطأت قدماي الارض حتي تفاجأت بالرصاص يفتك بالحائط من جواري، فعدت مسرعا الي داخل الحمام من الشباك وانا لا ادري ما افعل وانا اعزل ومحاصر وسط فخ ينهال فيه الرصاص علي كل من يطل برأسه او يحاول الهرب فضلا عن اصوات الرصاص الكثيفه داخل المسجد وخارجه ..اصابتني حاله من الصدمه والذهول وتوقفت قدرتي عن التفكير كل هذا في لحظات سريعه حتي تمالكت نفسي مجددا وقررت القفز من شباك الحمام مره اخري والزحف تجاه المدرسه التي تقع خلف المسجد للإحتماء بها حيث كانت الطلقات خلف المسجد في مستوي مرتفع قليلا عند ارتطامها بالحائط ، وفعلا قفزت من الشباك بسرعه وانبطحت علي الارض زاحفا بسرعه تجاه المدرسه وما ان وصلت المدرسه وقفزت السور واصبح بيني وبين الرصاص ساتر حتى انطلقت في الركض داخل المدرسه حتي وصلت نهايتها وقفزت من الجهة الاخري من المدرسة واحتميت بأحد المنازل مع من استطاع ان يفعل مثل ما فعلت ، حيث قامت سيده من سيدات القرية بتخبئتنا داخل المنزل وجلبت لنا ماء وبدأنا نلتقط انفاسنا ولا ندري مايحدث متي سينتهي وكيف ينتهي وما الخسائر وكيف حدث ولماذا ، الاطلاله بالرأس تعني الموت .. دقائق مرت وكأنها سنين وما ان توقف صوت الرصاص حتي بدأنا في الخروج والعوده للإطمئنان علي من في المسجد ، وعندها كانت الصدمه الاكبر ، كل من في المسجد غارق في دمائه بين قتيل وجريح بين طفل ومسن واب واخ ولا ندري ماذا نفعل امام قرية بأكملها بين قتيل وجريح .. صدمه وذهول وضغط نفسي وشلل في القدره علي الحركة و التفكير ، بدأت السيارات تأتي لتحمل المصابين وانا احمل مصاب ثم اغيب في عالم اخر لثواني في ذهول وشلل تام وانا اضرب كف على كف ثم اعود لنقل المصابين وهكذا .. وحتي الان لا استوعب ما حدث ..
سألته هل رأيت منهم احد ! قال : "مشفتش غير الرصاص وهو بيخرم الحيط بجانبي .. كل من طل برأسه ظهر و مات"
منقول
Pالتعليقات:
0 التعليقات: